فصل: بَاب فِي التثاؤب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب النَّهْي عَن تشميت الْعَاطِس إِن لم يحمد الله:

مُسلم: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب وَمُحَمّد بن عبد الله بن نمير- وَاللَّفْظ لزهير قَالَا: ثَنَا الْقَاسِم بن مَالك، عَن عَاصِم بن كُلَيْب، عَن أبي بردة، قَالَ: «دخلت على أبي مُوسَى وَهُوَ فِي بَيت ابْنة الْفضل بن عَبَّاس، فعطست فَلم يشمتني، وعطست فشمتها، فَرَجَعت إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرتهَا، فَلَمَّا جاءها قَالَت: عطس عنْدك ابْني فَلم تشمته، وعطست فشمتها! فَقَالَ: إِن ابْنك عطس فَلم يحمد الله فَلم أشمته، وعطست فحمدت الله فشمتها، سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: إِذا عطس أحدكُم فَحَمدَ الله فشمتوه، فَإِن لم يحمد الله فَلَا تشمتوه».

.بَاب مَا يَقُول الْعَاطِس وَمَا يُقَال لَهُ:

البُخَارِيّ: حَدثنَا مَالك بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة، ثَنَا عبد الله بن دِينَار، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا عطس أحدكُم فَلْيقل: الْحَمد لله، وَليقل أَخُوهُ أَو صَاحبه: يَرْحَمك الله، فَإِذا قَالَ لَهُ: يَرْحَمك الله، فَلْيقل: يهيدكم الله وَيصْلح بالكم».
النَّسَائِيّ: حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ، ثَنَا أَبُو دَاوُد، ثَنَا ابْن أبي ذِئْب، عَن سعيد بن أبي سعيد، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «العطاس من الله، والتثاؤب من الشَّيْطَان؛ فَإِذا عطس أحدكُم فليحمد الله، وَحقّ على من سَمعه أَن يَقُول: يَرْحَمكُمْ الله».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة، عَن عبد الله بن دِينَار، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا عطس أحدكُم فَلْيقل: الْحَمد لله على كل حَال، وَليقل أَخُوهُ أَو صَاحبه: يَرْحَمك الله، وَيَقُول هُوَ: يهديكم الله وَيصْلح بالكم».
النَّسَائِيّ: أَخْبرنِي مُحَمَّد بن قدامَة، ثَنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن هِلَال بن يسَاف قَالَ: «كُنَّا مَعَ سَالم بن عبيد فِي سفر، فعطس رجل من الْقَوْم فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم، فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم، فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك وعَلى أمك، ثمَّ قَالَ: لَعَلَّك وجدت مِمَّا قلت لَك، إِنَّمَا قلت لَك كَمَا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَمَا نَحن نسير مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ عطس رجل من الْقَوْم، فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَيْك وعَلى أمك، ثمَّ قَالَ: إِذا عطس أحدكُم فليحمد الله، فَذكر بعض المحامد، وَليقل من عِنْده: يَرْحَمك الله، وليرد عَلَيْهِم: يغْفر الله لنا وَلكم».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عُثْمَان بن أبي شيبَة، ثَنَا جرير بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَهَذَا الحَدِيث، وَقَالَ فِيهِ: «لَعَلَّك وجدت مِمَّا قلت. قَالَ: لوودت أَنَّك لم تذكر أُمِّي بِخَير وَلَا بشر».
رَوَاهُ سُفْيَان، عَن مَنْصُور، عَن هِلَال بن يسَاف، عَن رجل، عَن خَالِد بن عرفطة، عَن سَالم بن عبيد. قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن: وَالْأول خطأ.

.بَاب كم يشمت الْعَاطِس؟

مُسلم: حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، أَنا أَبُو النَّضر هَاشم بن الْقَاسِم، ثَنَا عِكْرِمَة بن عمار، حَدثنِي إِيَاس بن سَلمَة بن الْأَكْوَع، أَن أَبَاهُ حَدثهُ «أنه سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعطس عِنْده رجل، فَقَالَ لَهُ: يَرْحَمك الله. ثمَّ عطس أُخْرَى، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الرجل مزكوم».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا سُوَيْد بن نصر، أَنا عبد الله، أَنا عِكْرِمَة بِهَذَا الْإِسْنَاد نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ فِي الثَّانِيَة: «أنت مزكوم».
الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق البكائي، ثَنَا أَبُو نعيم، ثَنَا مُوسَى بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ، عَن سعيد المَقْبُري، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شمته ثَلَاثًا، فَإِن زَاد فَإِنَّمَا هُوَ زكام».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا هَارُون بن عبد الله، ثَنَا مَالك بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا عبد السَّلَام بْن حَرْب، عَن يزِيد بن عبد الرَّحْمَن عَن يحيى بن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة، عَن أمه حميدة- أَبُو عُبَيْدَة- بنت رفاغة الزرقي، عَن أَبِيهَا، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «شمت الْعَاطِس ثَلَاثًا، فَإِن شِئْت فشمته وَإِن شِئْت فَاتْرُكْهُ».
يزِيد بن عبد الرَّحْمَن هُوَ أَبُو خَالِد الدالاني، ثِقَة مَشْهُور، وَعبد السَّلَام بن حَرْب صَدُوق.

.بَاب مَا يُقَال لأهل الْكتاب إِذا عطسوا:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، ثَنَا سُفْيَان، عَن حَكِيم بن دَيْلَم، عَن أبي بردة، عَن أبي مُوسَى قَالَ: «كَانَ الْيَهُود يتعاطسون عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يرجون أَن يَقُول لَهُم: يَرْحَمكُمْ الله. فَيَقُول: يهديكم الله وَيصْلح بالكم».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.

.بَاب إخفاء العطاس:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا يحيى، عَن ابْن عجلَان، عَن سمي، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا عطس وضع يَده أَو ثَوْبه على فِيهِ، وخفض- أَو غض- بهَا صَوته». شكّ يحيى.
رَوَاهُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ: عَن مُحَمَّد بن رزين الوَاسِطِيّ، عَن يحيى بِإِسْنَاد أبي دَاوُد، قَالَ: «غطى وَجهه». وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح.

.بَاب مَا جَاءَ فِي العطاس:

النَّسَائِيّ: أخبرنَا إِبْرَاهِيم بن الْحسن، عَن الْحجَّاج- هُوَ ابْن مُحَمَّد- ثَنَا ابْن أبي ذِئْب، عَن سعيد المَقْبُري، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِن الله يحب العطاس، وَيكرهُ التثاؤب، فَإِذا عطس أحدكُم فليحمد الله، فَإِن حَقًا على من سَمعه أَن يَقُول: يَرْحَمك الله، وَأما التثاؤب فَإِنَّمَا هُوَ من الشَّيْطَان، فَإِذا تثاءب أحدكُم فليرده مَا اسْتَطَاعَ، فَإِن أحدكُم إِذا قَالَ: هاه، هاه ضحك الشَّيْطَان مِنْهُ».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن خلف، ثَنَا آدم- هُوَ ابْن أبي إِيَاس- ثَنَا أَبُو خَالِد سُلَيْمَان بن حَيَّان، حَدثنِي مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو خَالِد: ثَنَا الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي قَالَ أَبُو خَالِد: وحَدثني دَاوُد بن أبي هِنْد، عَن الشّعبِيّ، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو خَالِد: وحَدثني ابْن أبي ذُبَاب، حَدثنِي سعيد المَقْبُري وَيزِيد بن هُرْمُز، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خلق الله آدم بِيَدِهِ، وَنفخ فِيهِ من روحه، وَأمر الْمَلَائِكَة فسجدوا لَهُ، فَجَلَسَ فعطس، فَقَالَ: الْحَمد لله، فَقَالَ لَهُ ربه: يَرْحَمك رَبك، ائْتِ أُولَئِكَ الْمَلَائِكَة فَقل: السَّلَام عَلَيْكُم. فَأَتَاهُم فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم. فَقَالُوا لَهُ: وَعَلَيْك السَّلَام وَرَحْمَة الله. ثمَّ رَجَعَ إِلَى ربه فَقَالَ: هَذِه تحيتك وتحية ذريتك».
أنكر أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ هَذَا الحَدِيث، وَرَوَاهُ، عَن قُتَيْبَة، عَن اللَّيْث، عَن ابْن عجلَان، عَن سعيد، عَن أَبِيه، عَن عبد الله بن سَلام قَوْله. قَالَ: وَهُوَ الصَّوَاب.

.بَاب فِي التثاؤب:

البُخَارِيّ: حَدثنَا عَاصِم بن عَليّ، ثَنَا ابْن أبي ذِئْب، عَن سعيد المَقْبُري، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِن الله تَعَالَى يحب العطاس، وَيكرهُ التثاؤب، فَإِذا عطس أحدكُم وَحمد الله كَانَ حَقًا على كل مُسلم سَمعه أَن يَقُول لَهُ: يَرْحَمك الله، وَأما التثاؤب فَإِنَّمَا هُوَ من الشَّيْطَان، فَإِذا تثاءب فليرده مَا اسْتَطَاعَ؛ فَإِن أحدكُم إِذا تثاءب ضحك مِنْهُ الشَّيْطَان».
مُسلم: حَدثنِي أَبُو غَسَّان مَالك بن عبد الْوَاحِد، ثَنَا بشر بن الْمفضل، ثَنَا سُهَيْل بن أبي صَالح قَالَ: سَمِعت ابْنا لأبي سعيد الْخُدْرِيّ، يحدث أبي، عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا تثاءب أحدكُم فليمسك بِيَدِهِ على فِيهِ؛ فَإِن الشَّيْطَان يدْخل».
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن أَيُّوب وقتيبة بن سعيد وَعلي بن حجر قَالُوا: ثَنَا إِسْمَاعِيل- يعنون: ابْن جَعْفَر- عَن الْعَلَاء، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «التثاؤب من الشَّيْطَان، فَإِذا تثاءب أحدكُم فليكظم غيظه مَا اسْتَطَاعَ».

.بَاب لَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون الثَّالِث:

مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب وَعُثْمَان بن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم- وَاللَّفْظ لزهير- قَالَ إِسْحَاق: أَنا، وَقَالَ الْآخرَانِ: ثَنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن أبي وَائِل، عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا كُنْتُم ثَلَاثَة فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون الآخر حَتَّى تختلطوا بِالنَّاسِ؛ من أجل أَن يحزنهُ».
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَابْن نمير وَأَبُو كريب- وَاللَّفْظ ليحيى- قَالَ يحيى: أَنا، وَقَالَ الْآخرَانِ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش عَن شَقِيق، عَن عبد الله قَالَ: قَالَ: رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا كُنْتُم ثَلَاثَة فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون صَاحبهمَا؛ فَإِن ذَلِك يحزنهُ».

.بَاب الحَدِيث أَمَانَة:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد، أخبرنَا عبد الله بن الْمُبَارك، عَن ابْن أبي ذِئْب، أَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن عَطاء، عَن عبد الْملك بن جَابر بن عتِيك، عَن جَابر بن عبد الله، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا حدث الرجل الحَدِيث ثمَّ الْتفت فَهِيَ أَمَانَة».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن، وَإِنَّمَا نعرفه من حَدِيث ابْن أبي ذِئْب.

.بَاب الحَدِيث بأخبار الْجَاهِلِيَّة:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس، عَن زُهَيْر، ثَنَا سماك بن حَرْب قَالَ: «قلت لجَابِر بن سَمُرَة: أَكنت تجَالس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نعم، كثيرا، كَانَ يُطِيل الصمت، وَيَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمر الْجَاهِلِيَّة فيضحكون ويتبسم».

.بَاب ضرب الْأَمْثَال:

مُسلم: حَدثنَا يحيى بن أَيُّوب وقتيبة بن سعيد وَعلي بن حجر السَّعْدِيّ- وَاللَّفْظ ليحيى- قَالُوا: ثَنَا إِسْمَاعِيل- يعنون: ابْن جَعْفَر- أَخْبرنِي عبد الله بن دِينَار، أَنه سمع عبد الله بن عمر يَقُول: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن من الشّجر شَجَرَة لَا يسْقط وَرقهَا، وَإِنَّهَا مثل الْمُسلم، فحدثوني مَا هِيَ؟ فَوَقع النَّاس فِي شجر الْبَوَادِي، قَالَ عبد الله: وَوَقع فِي نفس أَنَّهَا النَّخْلَة، فَاسْتَحْيَيْت، ثمَّ قَالُوا: حَدثنَا مَا هِيَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: فَقَالَ هِيَ النَّخْلَة. قَالَ: فَذكرت ذَلِك لعمر، قَالَ: لِأَن تكون قلت: هِيَ النَّخْلَة أحب إِلَيّ من كَذَا وَكَذَا».
البُخَارِيّ: حَدثنَا آدم، ثَنَا شُعْبَة، ثَنَا محَارب بن دثار، سَمِعت ابْن عمر يَقُول: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مثل الْمُؤمن مثل شَجَرَة خضراء لَا يسْقط وَرقهَا وَلَا يتحات. فَقَالَ الْقَوْم: هِيَ شَجَرَة كَذَا، هِيَ شَجَرَة كَذَا، فَأَرَدْت أَن أَقُول هِيَ النَّخْلَة، وَأَنا غُلَام شَاب فَاسْتَحْيَيْت، فَقَالَ: هِيَ النَّخْلَة».
عَن شُعْبَة، ثَنَا خبيب بن عبد الرَّحْمَن، عَن حَفْص بن عَاصِم، عَن ابْن عمر مثله، وَزَاد: «فَحدثت بِهِ عمر، فَقَالَ: لَو كنت قلتهَا لَكَانَ أحب إِلَيّ من كَذَا وَكَذَا».
الْبَزَّار: حَدثنَا حميد بن مسْعدَة، ثَنَا حُصَيْن بن نمير، ثَنَا سُفْيَان بن حُسَيْن، عَن أبي بشر، عَن مُجَاهِد، عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مثل الْمُؤمن مثل النَّخْلَة، مَا أَتَاك مِنْهَا نفعك».
تفرد بِهِ حُصَيْن عَن سُفْيَان، وسُفْيَان عَن أبي بشر، وسُفْيَان ثِقَة، وَإِنَّمَا يضعف فِي رِوَايَته عَن الزُّهْرِيّ.
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر، ثَنَا عبد الله بن نمير وَمُحَمّد بن بشر قَالَا: ثَنَا زَكَرِيَّا بْن أبي زَائِدَة، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، حَدثنِي ابْن كَعْب بن مَالك، عَن أَبِيه كَعْب قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مثل الْمُؤمن كَمثل الخامة من الزَّرْع تفيئها الرّيح، تصرعها مرّة، وتعدلها أُخْرَى حَتَّى تهيج، وَمثل الْكَافِر كَمثل الأرزة المجذبة على أَصْلهَا لَا يفيئها شَيْء حَتَّى يكون انجعافها مرّة وَاحِدَة».
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا يُونُس بن مُحَمَّد، ثَنَا فليح- هُوَ ابْن سُلَيْمَان- عَن هِلَال بن عَليّ، عَن عَطاء بن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مثل الْمُؤمن مثل الخامة من الزَّرْع تفيئها الرّيح، فَإِذا سكنت اعتدلت، وَكَذَلِكَ الْمُؤمن يكفأ بالبلاء، وَمثل الْكَافِر كالأرزة معتدلة حَتَّى يقصمها الله إِذا مَا شَاءَ».
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن مثنى، ثَنَا عبد الْوَهَّاب- يَعْنِي: الثَّقَفِيّ- ثَنَا عبيد الله، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مثل الْمُنَافِق مثل الشَّاة العائرة بَين الْغَنَمَيْنِ، تعير إِلَى هَذِه مرّة، وَإِلَى هَذِه أُخْرَى».
الْبَزَّار: حَدثنَا يحيى بن حَكِيم، ثَنَا مُحَمَّد بن أبي عدي، ثَنَا ابْن عون، عَن الشّعبِيّ قَالَ: سَمِعت النُّعْمَان بن بشير- وَوَاللَّه لَا أسمع أحدا يَقُول بعده، سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «إِن الْحَلَال بَين وَإِن الْحَرَام بَين، وَبَين ذَلِك أُمُور متشابهات، وسأضرب لكم فِي ذَلِك مثلا: إِن الله- تبَارك وَتَعَالَى- حمى حمى، وَإِن حمى الله مَا حرم، وَإنَّهُ من يرْعَى حول الْحمى يُوشك أَن يواقع، وَإنَّهُ من يخالط يُوشك أَن يَجْسُر».
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا وَكِيع، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن سَالم، عَن أبي كَبْشَة الْأَنمَارِي قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مثل هَذِه الْأمة، مثل أَرْبَعَة نفر: رجل آتَاهُ الله علما ومالاً، فَهُوَ يعْمل بِعِلْمِهِ فِي مَاله، يُنْفِقهُ فِي حَقه، وَرجل آتَاهُ الله علما وَلم يؤته مَالا، فَهُوَ يَقُول: لَو كَانَ لي مثل مَال هَذَا لعملت فِيهِ مثل الَّذِي يعْمل. قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فهما فِي الْأجر سَوَاء، وَرجل آتَاهُ الله مَالا وَلم يؤته علما، فَهُوَ يخبط فِي مَاله، يُنْفِقهُ فِي غير حَقه، وَرجل لم يؤته الله علما وَلَا مَالا، فَهُوَ يَقُول: لَو كَانَ لي مثل هَذَا عملت فِيهِ مثل الَّذِي يعْمل. قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فهما فِي الْوزر سَوَاء».
وَعَن أبي بكر أَيْضا، عَن أبي أُسَامَة، عَن سُفْيَان، عَن مَنْصُور، عَن سَالم، عَن أبي كَبْشَة قَالَ: «ضرب لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل هَذِه الْأمة، مثل أَرْبَعَة نفر...» فَذكر حَدِيث وَكِيع إِلَّا أَنه قَالَ: «وَرجل آتَاهُ الله علما ومالاً، فَهُوَ يعْمل فِي مَاله بِعِلْمِهِ، يصل رَحمَه، وَيُؤَدِّي حَقه».
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ: من طَرِيق يُونُس بن خباب، عَن أبي البخْترِي الطَّائِي، عَن أبي كَبْشَة، وَفِي حَدِيث التِّرْمِذِيّ كَلَام آخر.
وَيُونُس بن خباب ضَعِيف، قَالَ فِيهِ يحيى بن معِين: يُونُس بن خباب رجل سوء. وَقَالَ فِيهِ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة.
الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي مذعور وَأحمد بن جميل قَالَا: ثَنَا النَّضر بن شُمَيْل، ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن سماك بن حَرْب، عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مثل الْمُؤمن وَمثل الْمَوْت كَمثل رجل لَهُ ثَلَاثَة أخلاء: أحدهم قَالَ: خُذ مَا شِئْت، ودع مَا شِئْت. وَقَالَ الآخر: أَنا مَعَك أحملك، فَإِذا مت تركتك. وَقَالَ الآخر: أَنا مَعَك، أَدخل مَعَك، وَأخرج مَعَك. فأحدهم مَاله، وَالْآخر أَهله وَولده، وَالْآخر عمله».
البُخَارِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة، حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر، عَن عبد الله بن دِينَار، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مثلي وَمثل الْأَنْبِيَاء من قبلي، كَمثل رجل بنى بنياناً فأحسنه وأجمله إِلَّا مَوضِع لبنة من زَاوِيَة، فَجعل النَّاس يطوفون بِهِ، ويعجبون لَهُ، وَيَقُولُونَ: هلا وضعت هَذِه اللبنة. قَالَ: فَأَنا اللبنة، وَأَنا خَاتم النَّبِيين».
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء، ثَنَا أَبُو أُسَامَة، عَن بريد، عَن أبي بردة، عَن أبي مُوسَى، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مثل الجليس الصَّالح وَالسوء كحامل الْمسك ونافخ الْكِير، فحامل الْمسك: إِمَّا أَن يحذيك، وَإِمَّا أَن تبْتَاع مِنْهُ، وَإِمَّا أَن تَجِد مِنْهُ ريحًا طيبا، ونافخ الْكِير: إِمَّا أَن يحرق ثِيَابك، وَإِمَّا أَن تَجِد مِنْهُ ريحًا خبيثة».
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو نعيم، ثَنَا زَكَرِيَّا، عَن عَامر سمعته يَقُول: سَمِعت النُّعْمَان بن بشير يَقُول: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مثل الْمُؤمنِينَ فِي تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كَمثل الْجَسَد إِذا اشْتَكَى عضوا تداعى لَهُ سائره بالسهر والحمى».
البُخَارِيّ: حَدثنَا خَلاد بن يحيى، ثَنَا سُفْيَان، عَن أبي بردة بن عبد الله بن أبي بردة، عَن جده، عَن أبي مُوسَى، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِن الْمُؤمن لِلْمُؤمنِ كالبنيان يشد بعضه بَعْضًا، وَشَبك أَصَابِعه».
البُخَارِيّ: حَدثنِي مُحَمَّد بن الْعَلَاء، ثَنَا أَبُو أُسَامَة، عَن بريد بن عبد الله بْن أبي بردة، عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مثل الَّذِي يذكر ربه وَالَّذِي لَا يذكرهُ مثل الْحَيّ وَالْمَيِّت».
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مثلي وَمثل مَا بَعَثَنِي الله كَمثل رجل أَتَى قوما، فَقَالَ: رَأَيْت الْجَيْش بعيني وَإِنِّي أَنا النذير الْعُرْيَان، فالنجاء فالنجاء. فأطاعته طَائِفَة، فأدلجوا على مهلهم؛ فنجوا، وكذبته طَائِفَة فصبحهم الْجَيْش فاجتاحهم».
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا الْفضل بن دُكَيْن، ثَنَا بشير بن المُهَاجر، حَدثنِي عبد الله بن بُرَيْدَة، عَن أَبِيه قَالَ: «خرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَات يَوْم، فَنَادَى ثَلَاث مرار، فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّاس، أَتَدْرُونَ مَا مثلي ومثلكم؟ قَالُوا: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: إِنَّمَا مثلي ومثلكم، مثل قوم خَافُوا عدوا يَأْتِيهم، فبعثوا رجلا يتَرَاءَى لَهُم، فَبينا هم كَذَلِك أبْصر الْعَدو، وَأَقْبل لينذرهم فخشي أَن يُدْرِكهُ الْقَوْم قبل أَن ينذر قومه، فَأَوْمأ بِيَدِهِ أَيهَا النَّاس، أتيتم ثَلَاث مَرَّات».
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو الْيَمَان، أَنا شُعَيْب، ثَنَا أَبُو الزِّنَاد، عَن عبد الرَّحْمَن أَنه حَدثهُ، أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة، أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «إِنَّمَا مثلي وَمثل النَّاس كَمثل رجل استوقد نَارا، فَلَمَّا أَضَاءَت مَا حوله، جعل الْفراش وَهَذِه الدَّوَابّ الَّتِي تقع فِي النَّار يقعن فِيهَا، فَجعل الرجل يزعهن ويغلبنه، فيتقحمن فِيهَا، فَأَنا آخذ بحجزهم عَن النَّار وهم يقتحمون فِيهَا».
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن يُوسُف، أَنا مَالك، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا مثل صَاحب الْقُرْآن كَمثل صَاحب الْإِبِل المعقلة، إِن عَاهَدَ عَلَيْهَا أمْسكهَا، وَإِن أطلقها ذهبت».
البُخَارِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا اللَّيْث، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا أجلكم فِي أجل من خلا من الْأُمَم مَا بَين صَلَاة الْعَصْر إِلَى مغرب الشَّمْس، وَإِنَّمَا مثلكُمْ وَمثل الْيَهُود وَالنَّصَارَى كَرجل اسْتعْمل عمالا، فَقَالَ: من يعْمل لي إِلَيّ نصف النَّهَار على قِيرَاط قِيرَاط. فَعمِلت الْيَهُود إِلَى نصف النَّهَار على قِيرَاط قِيرَاط. ثمَّ قَالَ: من يعْمل لي من نصف النَّهَار إِلَى صَلَاة الْعَصْر على قِيرَاط قِيرَاط. فَعمِلت النَّصَارَى من نصف النَّهَار إِلَى صَلَاة الْعَصْر على قِيرَاط قِيرَاط. ثمَّ قَالَ: من يعْمل لي من صَلَاة الْعَصْر إِلَى مغرب الشَّمْس على قيراطين قيراطين. أَلا فَأنْتم الَّذين يعْملُونَ من صَلَاة الْعَصْر إِلَى مغرب الشَّمْس، أَلا لكم الْأجر مرَّتَيْنِ، فَغضِبت الْيَهُود وَالنَّصَارَى، فَقَالُوا: نَحن أَكثر عملا وَأَقل عَطاء، قَالَ الله عز وَجل: وَهل ظلمتكم من حقكم شَيْئا؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَإِنَّهُ فضلي أعْطِيه من شِئْت».
مَالك: عَن أبي الزِّنَاد، عَن الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مثل الْمُجَاهِد فِي سَبِيل الله كَمثل الصَّائِم الْقَائِم الدَّائِم الَّذِي لَا يفتر من صلَاته وَلَا صِيَامه حَتَّى يرجع».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا اللَّيْث، عَن ابْن الْهَاد، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرَأَيْتُم لَو أَن نَهرا بِبَاب أحدكُم يغْتَسل فِيهِ كل يَوْم خمس مَرَّات، هَل يبْقي من درنه شَيْئا؟ قَالُوا: لَا يبْقي من درنه شَيْئا. قَالَ: فَذَلِك مثل الصَّلَوَات الْخمس، يمحو الله بِهن الْخَطَايَا».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا وهيب ثَنَا ابْن طَاوس، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مثل الْبَخِيل والمتصدق مثل رجلَيْنِ عَلَيْهِمَا جبتان من حَدِيد قد اضطرت أَيْدِيهِمَا إِلَى تراقيهما، فَكلما هم الْمُتَصَدّق بِصَدقَة اتسعت عَلَيْهِ حَتَّى تعفي أَثَره، وَكلما هم الْبَخِيل بِالصَّدَقَةِ انقبضت كل حَلقَة إِلَى صاحبتها وتقلصت عَلَيْهِ، وانضمت يَدَاهُ إِلَى تراقيه. فَسمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: فَيجْهد أَن يوسعها وَلَا تتسع».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا الْحسن بن عَليّ الْخلال وَغير وَاحِد قَالُوا: ثَنَا عبد الرَّزَّاق، ثَنَا معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سَالم، عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا النَّاس كإبل مائَة، لَا يجد الرجل فِيهَا رَاحِلَة».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
الْبَزَّار: حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن الشّعبِيّ، عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مثل الْقَائِم على حُدُود الله والمداهن فِيهَا كَمثل قوم استهموا على سفينة فِي الْبَحْر، فَأصَاب بَعضهم أَعْلَاهَا، وَبَعْضهمْ أَسْفَلهَا، فَكَانَ الَّذين فِي أَسْفَلهَا يخرجُون فيستقون المَاء، ويشقون على الَّذين فِي أَعْلَاهَا، فَقَالَ الَّذين فِي أَعْلَاهَا: لَا ندعكم تمرون علينا فتؤذونا. فَقَالَ الَّذين فِي أَسْفَلهَا: إِن منعتمونا فتحنا بَابا من أَسْفَلهَا. فَإِن أخذُوا على أَيْديهم فمنعوهم نَجوا جَمِيعًا، وَإِن تركوهم هَلَكُوا جَمِيعًا».
البُخَارِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا أَبُو عوَانَة، عَن قَتَادَة، عَن أنس، عَن أبي مُوسَى، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مثل الْمُؤمن الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن كَمثل الأترجة رِيحهَا طيب وطعهما طيب، وَمثل الْمُؤمن الَّذِي لَا يقْرَأ الْقُرْآن كَمثل التمرة لَا ريح لَهَا وطعمها حُلْو، وَمثل الْمُنَافِق الَّذِي لَا يقْرَأ الْقُرْآن كَمثل الحنظلة لَيْسَ لَهَا ريح وطعمها مر، وَمثل الْمُنَافِق الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن كَمثل الريحانة طعمها مر وريحها طيب».
أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ: حَدثنَا أبان بن يزِيد، عَن يحيى بن أبي كثير، عَن زيد بْن سَلام، عَن أبي سَلام، عَن الْحَارِث الْأَشْعَرِيّ، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِن الله عز وَجل أوحى إِلَى يحيى بن زَكَرِيَّا بِخمْس كَلِمَات، أَن يعْمل بِهن، وَيَأْمُر بني إِسْرَائِيل أَن يعلمُوا بِهن، فَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ بِهن، فَأوحى الله إِلَى عِيسَى إِمَّا أَن يبلغهن، وَإِمَّا أَن تبلغهن، فَأَتَاهُ عِيسَى- عَلَيْهِ السَّلَام- فَقَالَ: إِن الله عز وَجل أَمرك بِخمْس كَلِمَات تعْمل بِهن وتأمر بني إِسْرَائِيل أَن يعملوا بِهن، فإمَّا أَن تخبرهم وَإِمَّا أَن أخْبرهُم. فَقَالَ: يَا روح الله، لَا تفعل، فَإِنِّي أَخَاف إِن سبقتني أَن يخسف بِي أَو أعذب. قَالَ: فَجمع بني إِسْرَائِيل فِي بَيت الْمُقَدّس حَتَّى امْتَلَأَ الْمَسْجِد وقعدوا عَليّ الشرفات، ثمَّ خطبهم فَقَالَ: إِن الله عز وَجل أوحى إِلَيّ بِخمْس كَلِمَات، وَأمر بني إِسْرَائِيل أَن يعملوا بِهن: أولهنَّ: أَلا تُشْرِكُوا بِاللَّه شَيْئا، فَإِن مثل من أشرك بِاللَّه كَمثل رجل اشْترى عبدا من خَالص مَاله بِذَهَب أَو ورق ثمَّ أسْكنهُ دَارا، فَقَالَ: اعْمَلْ وارفع إِلَيّ فَجعل العَبْد يرفع إِلَى غير سَيّده، فَأَيكُمْ يرضى أَن يكون عَبده كَذَلِك، فَإِن الله عز وَجل خَلقكُم ورزقكم فَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا، وَإِذا قُمْتُم إِلَى الصَّلَاة فَلَا تلتفتوا، فَإِن الله يقبل بِوَجْهِهِ إِلَى وَجه عَبده مَا لم يلْتَفت، وأمركم بالصيام، وَمثل ذَلِك كَمثل رجل فِي عِصَابَة مَعَه صرة مسك فكلهم يحب أَن يجد رِيحهَا، وخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك، وأمركم بِالصَّدَقَةِ، وَمثل ذَلِك كَمثل رجل أسره الْعَدو فَأَوْثقُوهُ إِلَى عُنُقه أَو قربوه ليضربوا عُنُقه، فَجعل يَقُول لَهُم: هَل لكم أَن أفدي نَفسِي مِنْكُم؟ فَجعل يُعْطي الْقَلِيل وَالْكثير حَتَّى فدى نَفسه، وأمركم بِذكر الله كثيرا، وَمثل ذَلِك كَمثل رجل طلبه الْعَدو سرَاعًا فِي أَثَره فَأتى حصناً حصيناً، فأحرز نَفسه فِيهِ، وَكَذَلِكَ العَبْد لَا ينجو من الشَّيْطَان إِلَّا بِذكر الله عز وَجل».
وروى أَبُو دَاوُد أَيْضا قَالَ: ثَنَا عمرَان الْقطَّان، عَن قَتَادَة، عَن عبد ربه، عَن أبي عِيَاض، عَن عبد الله بن مَسْعُود أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إيَّاكُمْ ومحقرات الْأَعْمَال، إنَّهُنَّ ليجتمعن على الرجل فيهلكنه. وَإِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضرب لَهُنَّ مثلا كَمثل قوم نزلُوا بِأَرْض فلاة فَحَضَرَ صَنِيع الْقَوْم، فَجعل الرجل يَجِيء بِالْعودِ، وَالرجل يَجِيء بالعويد حَتَّى جمعُوا من ذَلِك سواداً، ثمَّ أججوا نَارا فأنضجت مَا قذف فِيهَا».
روى أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ: ثَنَا نصر بن مَرْزُوق وفهد بن سُلَيْمَان وَهَارُون بْن كَامِل، جَمِيعًا قَالُوا: ثَنَا عبد الله بن صَالح، حَدثنِي مُعَاوِيَة بن صَالح، أَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير حَدثهُ، عَن أَبِيه، عَن نواس بن سمْعَان الْكلابِي، عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: «ضرب الله عز وَجل مثلا صراطاً مُسْتَقِيمًا، وعَلى جنبتي الصِّرَاط سور فِيهِ أَبْوَاب مفتحة، وعَلى الْأَبْوَاب ستور مرخاة، وعَلى بَاب الصِّرَاط دَاع يَقُول: يَا أَيهَا النَّاس، ادخُلُوا الصِّرَاط جَمِيعًا وَلَا تتعوجوا. وداع يَدْعُو من فَوق الصِّرَاط، فَإِذا أَرَادَ- قَالَ أَبُو جَعْفَر: فكأنهم يعنون رجلا وَاحِدًا- فتح شَيْء من تِلْكَ الْأَبْوَاب قَالَ: وَيحك لَا تفتحه؛ فَإنَّك إِن تفتحه تلجه. فالصراط الْإِسْلَام، والستور حُدُود الله، والأبواب المفتحة محارم الله، وَذَلِكَ الدَّاعِي على رَأس الصِّرَاط كتاب الله، والداعي من فَوق- كَأَنَّهُ يَعْنِي الصِّرَاط- واعظ الله فِي قلب كل مُسلم».
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: عَن وَكِيع، عَن المَسْعُودِيّ، عَن عَمْرو بن مرّة، عَن إِبْرَاهِيم، عَن عَلْقَمَة، عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا مثلي وَمثل الدُّنْيَا كَمثل رَاكب قَالَ فِي ظلّ شَجَرَة فِي يَوْم حَار ثمَّ رَاح وَتركهَا».